Archive for the ‘الابتعاث’ Category

 دراسة الماجستير في الجامعات الامريكية – الجزء الاول

كنت اود الكتابة عن دراسة الماجستير منذ مدة و أجلت الامر كثيراً حتى قابلت شاب سعودي في جامعتي وقد واجه عوائق كثيرة للحصول على قبول لدراسة ماجستير ادارة الاعمال، الامر الذي اضطرة لتغيير تخصصة الذي يحب فقط حتى لايخسر البعثة.

حديثي هنا لن يكون عن الجامعات التي تعطي قبول بدون جيمات (او الجي ار اي) او التي الدراسة فيها سهلة… من يبحث عن مثل هذة الامور لا يتعب نفسه بالقراءة. في السابق كانت هناك جامعات لا تطلب جيمات (او الجي ار اي) ولكن الان بعد سنوات من الابتعاث فإن هذة الجامعات اما مغلقة من قبل الملحقية لتكدس الطلاب او تغيرت طريقة الجامعة وبدأو يطلبون جيمات. لذا الموضوع بالجزء الاول موجه لفئة:

  •   طلاب البكالوريوس في أمريكا و الراغبين في اكمال دراستهم للماجستير

في الجزء الثاني سآتحدث عن :

  •   الطلاب الحاصلين على بعثة لمرحلة الماجستير في الولايات المتحدة الامريكية.

بحكم التخصص (تسويق من–جامعة الملك فهد للبترول و ماجستير إدارة اعمال من جامعة كريتون بولاية نبراسكا) سيكون التركيز هنا علي  التخصصات الادارية و بحكم خبرتي في العمل في شركة سابك سأتطرق في الحديث عن طلاب الهندسة وخصوصاً المتجهين لدراسة الماجستير في التخصصات الادارية.

طلاب البكالوريوس في أمريكا و الراغبين في اكمال دراستهم للماجستير

 الوضع اسهل بكثير بالنسبة لطلاب البكالوريوس في أمريكا فهم يملكون الوقت و لديهم شهادة من امريكا يسهل تقييمها من قبل المسؤلين عن القبول في برامج الماجستير. ولذلك هناك فرصة كبيرة لدراسة الجيمات (او الجي ار اي) خلال العطل الصيفية الاخيرة في مرحلة البكالوريوس و حضور كورسات تحضيرية في الجامعة او في معهد كابلان. السئ في الامر ان الملحقية لاتعوض عن الاختبار و لاتدفع رسوم الكورس التحضيري في كابلان كون مرحلة دراسة الطالب (بكالوريوس) لاتتطلب الاختبار. ايضاً هناك الكثير من الطلاب في التخصصات الادراية ممن تم قبولهم في الماجستير بدون الجيمات كونهم اولاً من خريجين نفس الجامعة و ثانياً معدلاتهم ممتازة في البكالوريوس.

 لكن بالطبع هناك الكثير ممن يرغبون في دراسة الماجستير في جامعات مختلقة عن التي درسوا بها البكالوريوس اما لعدم توفر التخصص في جامعتهم الحالية او لتوفر برنامج افضل في جامعات اخرى – مثل ماجستير تسويق ، مالية او محاسبة. لهؤلاء يجب عليهم اخذ الجيمات (او الجي ار اي) حتى يتمكنوا من تحليق اهدافهم و عدم اخذ اي ماجستير فقط لانة بدون جيمات..

لاحظت لدى الكثيرين توجس من الجيمات و اود هنا ان اقول ان اخذ الاختبار مهم  ولو للتجربة لاني رأيت من هم اذكى مني ممن تجنبوا اخذة ولو لمرة واحدة و اعتمدوا على كلام الاخرين… مع اني متأكد انهم لو اعطوا انفسهم فرصة لتغيرت مسيرة حياتهم.

دراسة الماجستير في التخصصات الادراية تكون اما في ماجستير ادارة اعمال MBA  مع تركيز على تخصص معين كالتسويق، المالية..الخ ، او في ماجستير في التسويق Master of Science in Marketing، او المحاسبة، نظم المعلومات، المالية، القيادة، سلوك المنظمات، و غيرها من التخصصات التي توفرها كليات الادارة.

  • الـ MBA  برنامج وضع في الاساس للمهندسين كونهم بعد فترة من العمل الميداني تسند اليهم مهام ادراية تتطلب منهم المام بكل الجوانب المهمة للعمل الاداري من محاسبة، مالية، تسويق و ادارة موارد بشرية و غيرها. لذلك فإن الكورسات الاساسية في كل برامج الـ MBA  تأهل الطالب للإلمام بمهارات العمل الادراي المطلوبة لدى صانع القرار في اي منشأة. الذي يختلف من جامعة لأخرى في برنامج الـ MBA  هو ان بعض الجامعات توفر كورسات اضافية تمكن الطالب من التركيز في مسار  اضافي  – مثال هناك جامعات لديها كورسات في ادارة نظم المعلومات فتكون الشهادة: ماجستير ادارة اعمال تخصص ادارة نظم معلومات MBA-MIS Specialization. لذا عند التقديم يجب الحرص على ان يكتب التخصص الدقيق في ورقة القبول لان دراسة الـ MBA  بدون تخصص معين غير مسموح بها من قبل الملحقية. بعض الجامعات لديها مسارات جاهزة يمكن للطالب الاختيار من بينها، لكن في حالة عدم ذكر اي مسار في MBA  في موقع الجامعة  يجب الطلب من الجامعة كتابة المسار حتى تسمح الملحقية للطالب الدراسة في الجامعة.
  • الماجستير في التسويق MS in Marketing مثلاً  يختلف عن ماجستير ادارة الاعمال MBA بتخصص في التسويق. دراسة الماجستير في التسويق تأهل الطالب لزيادة معرفتة في التخصص و تحضرة للعمل في مجالة. وهناك برامج تحضر الطالب في مجال البحث العلمي و بشكل عام  MS in Marketing مناسب جداً للراغبين في العمل في التسويق او للراغبين في دراسة الدكتوراة.

المفاضلة بين MBA  في التسويق و بين ماجستير في التسويق (نفس الامر مع بقية التخصصات الادارية) تعتمد على وضع الطالب. اصحاب الخبرة العملية يفضل ان يدرسوا الـ MBA  اما الطلاب بدون الخبرة فإن الماجستير في التخصص كالتسويق او المالية افضل لهم. طبعاً تتوفر برامج MBA  بشكل اكبر من الماجستير كون الـ MBA   مفتوحة لجميع التخصصات.

مقارنة بين مواد ماجستير ادارة اعمال بتخصص في التسويق و بين ماجستير في التسويق

MS. of Marketing MBA – Marketing
Marketing Management Marketing Management
Applied Marketing Research Managerial Accounting
Survey of Buyer Behavior Corporate Finance
Advanced Quantitative Analysis in Marketing Economic Analysis for Managers
Services Marketing Management Info. System
Sports Marketing Organization Behavior
Strategic Issues in Marketing Communication Business Policy
Marketing Channels and Distribution Business Strategy
Marketing and Electronic Commerce Applied Marketing Research
Strategic Database Marketing Strategic Issues in Marketing Communication
Marketing and Globalization Marketing Channels and Distribution

ال MBA للمهندسين

 بالنسبة للمهندسين بدون خبرة فإن الحديث عن دراستهم للـ MBA  امر مهم  و هناك اراء مختلفة. في البداية اود ان اذكر  ان دراسة الـ MBA  للمهندسين تأخذ وقت اطول لحاجتهم لمواد تأسيسية قبل بدء البرنامج. لكن الامر الاهم وهو الذي اشتكى منه الخريجين هو تقدير سوق العمل لشهادة الماجستير بشكل عام و الـ MBA  بشكل خاص للمهندسين. بعض الشركات الكبرى تعطي زيادة مالية بسيطة للمهندس الحاصل على ماجستير و في احيان يبلغ بأنه سيوظف على شهادة البكالوريوس. هذا الامر قد يكون محبط من الوهلة الاولى خصوصاً اذا كان الراتب الابتدائي او المنصب الذي يعين علية المتقدم هو معيار التقييم للتعب و الجهد الذي بذل للحصول على الماجستير .. لكن الحقيقة تختلف عندما ننظر للمستقبل كون دراسة الادارة للمهندس ستأثر على اداءة و تمنحة مقومات للدخول في مشاريع استراتيجية في الشركة. طبعاً امكانية اتاحة الفرصة تختلف من شركة لاخرى و من قسم لآخر لكن ما اود قوله ان دراسة المالية و التسويق في الـ MBA من قبل المهندس تعتبر اضافة مهمة سيجنى ثمارها لاحقاً سواءً في عملة او في مشاريعة الخاصة.

يوجد تخصص منتشر بين طلاب الماجستير من المهندسين و هو Engineering Management هذا التخصص رائع بدون شك لكن يختلف عن الـ MBA  كونه يحضر المهندسين و خصوصاً اصحاب الخبرة لتبوء مناصب ادارية في المحيط الهندسي و ليس في المنشأة بشكل عام. الجانب السئ في الامر هو كثرة الطلبة في هذا التخصص و اتوقع كونة مصمم لسوق العمل الامريكي الصناعي فإن معرفة (و تقدير) الشركات السعودية به اقل من الـ MBA. من افضل التجارب التي رأيت من المهندسين الدارسين لهذا التخصص هو استثمار دخولهم لمرحلة الماجستير (بدون جيمات او جي اراي ) بدراسة مواد اخرى في كلية الادراة. كون الطالب تم قبوله لدراسة الماجستير في الجامعة فإن بإمكانه دراسة المواد التي يريد من اي التخصصات الاخرى بعد موافقة القسم او المشرف. طبعاً انصح بكورسات المالية كونها تضيف الكثير للمهندس و تفتح له مجال العمل في المصارف و التعامل مع تمويل المشاريع الصناعية. ايضاً من لدية القدرة بإمكانه الحصول على درجتين ماجستير خلال فترة البعثة، التقيت في حفل التخرج الذي تقيمة الملحقية بمهندس اكمل ماجستير  في Engineering Management و ماجستير في المالية. بالنسبة للملحقية فإنه في حالة عدم طلب التمديد فإن قيمة الدراسة ستغطي خلال فترة البعثة لكن يفضل عدم التصريح بدراسة الماجستيرالثاني.

يجب مراجعة المشرف الاكاديمي بالجامعة لمعرفة امكانية دراسة مواد أضافية او أكمال ماجستير ثاني او حتى تخصص دقيق

معضلة شرط امتداد التخصص (مسمار جحا) 

لمن سآل او فكر في تغيير تخصصة بعد البكالوريوس  دائما يحصل على رد و هو ان التخصص ليس امتداد لدراسة البكالوريوس. في البداية لابد من توضيح الامر. هذا الشرط له علاقة بالعمل الاكاديمي وليس سوق العمل الذي سيذهب اليه ٩٩٪ من خريجي الابتعاث. لايمكن للشركات ان ترفض توظيف شخص لان البكالوريوس هندسة ميكانيكية و الماجستير مالية.. هذا التنوع يعتبر ميزة كبيرة.

اذن اين المشكلة، هناك اكثر من زاوية و رواية لسبب وجود هذا الشرط، وسآحاول بآختصار طرح نظرتي للموضوع. في البداية لابد من ان نعلم ان برنامج خادم الحرمين للابتعاث يدار بكادر اكاديمي و تآثير الجامعات السعودية على القائمين عليه اكبر من تآثير سوق العمل بمؤسسساتة و شركاته. الامر الاخر ان برنامج خادم الحرمين للابتعاث محطة تاريخية في التعليم السعودي و تنمية الموارد البشرية. ماحصل انه مع التوسع الكبير في التعليم العالي سواء بالتوسع بالجامعات القائمة او افتتاح العدد الكبير من الجامعات فرض على الجامعات الاستفادة من طلاب الابتعاث للعمل. فقد تم منع الشركات السعودية (بامر من الوزارة) من المشاركة بيوم المهنة  2009 و 2010 الذي يقام في واشطن بحجة ان الجامعات السعودية لاتقدر على استقطاب المبتعثين بوجود منافسة كبيرة عليهم؟؟؟ طبعاً افساح المجال امام الجامعات لم يآتي بننيجة. فالجامعات السعودية وبضغط كبير من الوزارة سعت لاستقطاب طلاب ماجستير و دكتوراة ضمن برنامج الابتعاث ممن تنطبق عليهم “الشروط” التي وضعتها الجامعات لتوظيف المعيدين و المحاضرين. من هذة الشروط شرط امتداد التخصص. بدون الخوض في التفاصيل فإن هذا الشرط كان مخرج نظامي لرفض الكثير من المبتعثين، الامر الذي دفع الوزارة الي الطلب من الملحقيات الى التنبه لهذا الشرط عند اعطاء ترقية للبعثة او تغيير التخصص.

بكل بساطة اذا لم تكن تبحث عن عمل في الجامعات فإن هذا الشرط لايعنيك، لكنه مفروض على الجميع للاسف و هذا خطآ مركب. فمن كان يود اكمال الماجستير في تخصص يحبه و يضيف له في سوق العمل مثل: ادارة سلسة الموارد بعد الهندسة، اضطر الي اكمال تخصص هندسي و كانه سيعمل في الجامعات. الحقيقة المرة اننا بهذة الطريقة حرمنا سوق العمل من التنوع المفيد للتخصصات و فرضنا مسار للطلبة و كان الجامعات السعودية ستستقطبهم و هذا غير صحيح. فبزوال شرط امتداد التخصص تظهر شروط اخرى و بالنهاية نصل الي نتيجة ان الجامعات السعودية تحتفظ بالارقام الوظيفية للمعيدين و المحاضرين لطالبها و لكن الضرر يكون وقع على شريحة كبيرة ممن ليس لهم رغبة في العمل الاكاديمي.

اذا ما العمل اذا تم رفض طلب الدراسة بتخصص معين بحجة اختلاف التخصص. في البداية لابد من الشرح في الخطاب الذي يرفع مع الطلب الالكتروني لماذا تود داراسة التخصص؟ اذا كان هناك تصريحات مسئولين او ارقام تدعم طلبك (مثلا حاجة سوق العمل) فلابد من اضافتها في الخطاب. تحدثت مع مبتعث اشتكى من رفض طلب تغيير التخصص، سآلته ماذا كتبت في الخطاب قال: كتبت “سعادة الملحق …… ارجوا قبول طلبي بتغيير التخصص” فقط.. قلت له لو انا مسئول فسآرفض طلبك.. الملحقية بحاجة لشرح وافي تذكر فيه اسباب خاصة و عامة مرتبطة بسوق العمل.

اذا تم رفض الطلب حتى بعد ارفاق الاسباب.. مالعمل؟ لايتهي الامر هنا.. فمكتب الملحق مفتوح و على اهمية هذا الامر لمستقبلك لابد لك من السعي و طرق كل ابواب لدراسة ماتراه مناسب لك.

امتداد التخصص شرط متعلق بالجامعات السعودية و ليس له اي ارتباط بسوق العمل السعودي.

في الجزء الثاني سآتحدث عن :

  •   الطلاب الحاصلين على بعثة لمرحلة الماجستير في الولايات المتحدة الامريكية.
الإعلان

يشكل الشباب الفئة العمرية الاكبر في المجتمع السعودي بالتالي فإن مستقبل المجتمع مرهون بطريقة الرعاية و التعليم التي تقدم لهم. و من الخطأ توقع إستمرار هؤلاء الشباب في تبني أنماط التفكير و المعيشة السائدة حالياً. لذا يكمن التحدي في التنبأ بالتحولات التي تمر بها هذة الفئة و الاعداد لها. و الشباب ثروة الوطن وهم الاغلبية والمستقبل سيكون بأيديهم وهم ايضاً الاكثر استقطاباً للأزمات وتعرضاً للتحديات. وبكل المقاييس يعتبرون الكتلة الحرجة التي تحمل أهم فرص نماء المجتمع وفي نفس الوقت وقود النزاعات بكل انواعها.

و مع نمط الحياة المتغير بوتيرة سريعة وغير مسبوقة اصبح في هذا الوقت الاصغر سناً ليس بالضرورة الاقل معرفة. فمع تطور وسائل الاتصالات الالكترونية و إنتشار مواقع التواصل الاجتماعية ، اصبح  الشباب (الاقل سناً) في المجتمع السعودي الاكثر نصيباً في تبني هذة الوسائل الحديثة و التعامل الكامل و السلس مع تطبيقاتها. على سبيل المثال نجد أن هناك الكثير من مختلف فئات المجتمع العمرية ممن يملكون أجهزة ذكية -البلاك بيري ، آي فون-  ولكن الشباب هم الفئة الاكثر إستغلالاً للتطبيقات التي توفرها هذة الأجهزة. أيضاً في المجتمع السعودي نرى تسابق من مختلف الشخصيات الاجتماعية للدخول في عالم تويتر و الفيس بوك هذا الامر يعكس رغبة هؤلاء الافراد بمختلف توجههاتهم الفكرية في كسب قطاع عريض من الشباب. الامر الابرز في هذا المضمار هو أن مواقع التواصل الاجتماعية اوجدت أرضية خصبة لما يمكن ان يطلق علية “إعادة بعث” لأفكار و لشخصيات إندثرت او تم الحد من تواجدها على الساحة الاجتماعية و الإعلامية. المهم في هذا الصدد ليس حصر التوجهات او المتغيرات، فما يمكن حصره الان يتغير غداً، بالتالي الامر الذي يجب ان تحرص علية مختلف الجهات ذات العلاقة هو توظيف طاقات شابة قابلة للتأقلم مع المتغيرات و لديها القدرة على مواكبة كل جديد. فالشباب بعبارة أخرى يمثلون ميزة تنافسية لأي جهة تتبناهم و تعطيهم الفرصة.

الابتعاث و الاجهزة الحكومية:

يدرس ما يزيد على مائة الف طالب وطالبة في جامعات حول العالم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإبتعاث الخارجي، و الذي يعتبر من اكبر برامج الابتعاث في تاريخ المملكة العربية السعودية من حيث عدد الطلاب و الطالبات. و يتميز البرنامج عن ما سبقه من حيث تنوع بلدان الابتعاث.

ومع بدء عودة خريجي و خريجات برنامج الابتعاث ودخولهم باعداد كبيرة ومؤثره لسوق العمل السعودي و مشاركتهم الفعالة في أنشطة المجتمع، يبرز السؤال المهم :

  • ما مدى إستفادة الاجهزة الحكومية من برنامج الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي؟

كون برنامج الابتعاث استفاد منه خريجي الثانوية بشكل كبير فالتساؤل هنا لا يتعلق بإبتعاث موظفين على رأس العمل، ولكن بخصوص إستفادة الاجهزة الحكومية من فرصة إبتعاث حديثي التخرج من الطلاب.

فقط الجهات الحكومية (الغير تعليمية) التالية أعلنت عن برامج إبتعاث لخريجي الثانوية (للحصول على شهادة البكالريوس)  و الجامعات (للدراسات العليا):

  • التأمينات الاجتماعية
  • هيئة سوق المال
  • الهلال الاحمر السعودي
  • الهيئة العامة للطيران المدني
  • هيئة الغذاء و الدواء

بقية الوزارات و الهيئات لم يطرأ على خططها أي مواكبة لما يمكن تسميتة بـ”طفرة الإبتعاث” التاريخية التي تمر بها المملكة.

في هذة التدوينة سنتناول أهمية مواكبة الوزارات و الهيئات الحكومية المختلفة لمرحلة الابتعاث، و الاثار السلبية التي قد تنتج أو تتفاقم نتيجة لعدم إعتماد برامج ابتعاث من قبل هذة الاجهزة.

المجتمع بعد الابتعاث:

قد يبالغ البعض في التهويل من سلبيات الابتعاث و ربط الظواهر السلبية المستجدة بالدراسة بالخارج، و هذا التوجة قد يكون نتيجة لـ:

  1. إعتقاد مسبق بسلبية الدراسة في الخارج و خصوصاً لخريجي المرحلة الثانوية
  2. قصور في إدراك إنعكاسات تجربة الابتعاث على الشباب السعودي في هذا العصر و التي تختلف بشكل جذري عن برامج الابتعاث في فترة ما قبل ثورة الاتصالات

        في هذا الوقت تبرز اهمية العامل البشري الشاب المدرب على التعامل مع الكم الهائل من المعلومات و القادر في نفس الوقت على التأقلم و التفاعل السريع مع المتغيرات. ومن شأن عدم تحرك الاجهزة الحكومية في إستحداث برامج إبتعاث خاصة بها او الاستفادة من مخرجات برنامج الملك عبدالله، أن يزيد التحدي التي تواجهه هذة الاجهزة في مواكبة إنعكاسات ثورة الاتصالات. هذة المتغيرات السريعة جعلت الكثير من الاجهزة الحكومية في موقع ردة الفعل و بكل شفافية يمكن القول أن هناك فقدان للسيطرة في بعض الجوانب. فإعلامياً أصبح النشر اللكتروني بكل أنواعة حقيقة على الارض و أغلب الخبرة التراكمية التي تتمثل بكوادر وزارة الاعلام غير قابلة للتعاطي مع المتغيرات الجذرية في العمل الأعلامي. فمتابعة مايسمى بالخطوط الحمراء اصبح عباءً و بدون تبني طاقات و كوادر جديدة من جيل الشباب لن تتمكن هذة الاجهزة من تسيد الساحة عبر صناعة الحدث. فالانشغال بإطفاء الحرائق و لملمة المواضيع تشكل الحيز الاكبر من وقت وزارة الاعلام.

وحيث تعتبر البطالة من اكبر التحديات التي يواجهها المجتمع السعودي، فإن هذا التحدى لن يزول قريباً خصوصاً في ضل التوسع الكبير في قطاع التعليم العالي و إفتتاح العديد من الجامعات الحكومية و الخاصة. و لكن بالنظر لسوق العمل من زاوية العرض و الطلب فإن فرصة الاجهزة الحكومية عالية في إستقطاب طاقات شابة مميزة. فبالمقارنة بين المميزات الوظيفية التي يقدمها القطاع الحكومي و القطاعات الاخرى نجد أنه في حالة توازن العرض و الطلب في سوق العمل فإن القطاع الحكومي لايملك مقومات المنافسة.

أهمية برامج الابتعاث للأجهزة الحكومية

يمكن إختصار أهم نتائج برامج الابتعاث في مجالين:

1) التخصصات العلمية   و  2) القدرات الشخصية.

  التخصصات العلمية

يقدم برنامج الملك عبداللة للابتعاث دفعة للتنمية البشرية للشباب السعودي بتوفير فرص دراسية في مجالات مهمة و حيوية في الهندسة و الطب و غيرها من التخصصات المهمة. وتبرز اهمية الدراسة في الخارج في توفر برامج تخصصية دقيقة و مجالات جديدة. التخصصات الدقيقة بدأت كفروع علمية جديدة نتيجة للإكتشافات العلمية مثال تقنية النانو. أما المجالات التخصصية الجديدة فهي ما يسمي بـ“Interdisciplinary”   وهي تخصصات تجمع مابين علمين قائمين وهذة التخصصات مهمة ولكن الاقبال عليها قليل. و أسباب عزوف طلاب برنامج للأبتعاث عنها يكمن في عدم معرفتهم بحاجة سوق العمل لها و كون التوظيف يكون في جهات محدودة. فالتخصص في  – علوم الحاسب الالي Computer Science  يفتح مجالات العمل أمام الخريج  و بالتالي لا يوجد مخاطرة بعكس تخصص (Forensic Computing – العلوم الجنائيه للحاسب الالي او علوم جنائية رقمية) المهم و المطلوب في ضل تزايد وتيرة الجرائم الالكترونية، و لا يوجد له بديل في الجامعات السعودية ولكن التخصص فية يعتبر مخاطرة.

An interdisciplinary field crosses traditional boundaries between academic disciplines or schools of thought, as new needs and professions have emerged

القدرات الشخصية

تجربة الغربة و البعد عن النسيج الاجتماعي له اثر ايجابي في تأهيل الشباب و تعزيز قدراتهم و بث روح الثقة فيهم. فمن سلبيات التكافل الاجتماعي في الوطن، نشأة نسبة كبيرة من الشباب على الاعتماد على الاخرين في تشكيل شخصيتهم  و تبوأ مكانتهم الاجتماعية . و من خلال الابتعاث يعتمد الشاب على نفسة و يمر في مرحلة إكتشاف لمواهبة و قدراتة الشخصية الامر الذي ينعكس ايجابياً على أدائه العملي.

طرق إستفادة الاجهزة الحكومية من الابتعاث

هناك ثلاث طرق يمكن للاجهزة الحكومية العمل بها للإستفادة من برنامج الحرمين الشريفين للأبتعاث الخارجي. هنا شرح لكل طريقة مع الايجابيات و السلبيات لكل منها:

                              I.            إستحداث برامج إبتعاث لكل جهة حكومية

                           II.            أستقطاب خريجي برنامج برنامج الملك عبدالله للابتعاث بعد التخرج

                        III.            أستقطاب طلاب برنامج برنامج الملك عبدالله للابتعاث خلال مرحلة دراستهم (قبل التخرج)

الطريقة الاولي:

                                          I.            إستحداث برامج إبتعاث لكل جهة حكومية

  الإيجابيات:

*    أن فكرة الابتعاث مع إحتساب الخدمة ستجذب شباب و شابات للعمل في الاجهزة الحكومية

*    القدرة على فرز المتقدمين من قبل الجهات المنفذة للبرنامج

*    يمكن تحديد التخصصات المطلوبة مسبقاً

*    متابعة المبتعث و توجيهه خلال الابتعاث

*    الاستفادة من المبتعث خلال فترة الابتعاث. مثال لو فرضنا وجود مبتعثين من وزارة الدفاع فإنة بالأمكان جعلهم يتدربون خلال الاجازات الصيفية في الشركات والجهات الامريكية التي يربطها مع الوزارة مشاريع مشتركة.

السلبيات:

*    على الرغم من جاذبية فكرة الابتعاث و إحتساب الخدمة، إلا ان فرصة إستقطاب شريحة عريضة من مختلف فئات المجتمع أمر صعب. فهناك حواجز نفسية و إجتماعية تجعل بعض فئات المجتمع تعزف عن التقديم على الجهات الامنية على سبيل المثال. هذا العزوف سببه سمعة آلية القبول في الكليات الامنية و العسكرية، و التي أصبح القبول فيها أمر مستحيل في نظر الاغلبية.

*    تأخر الاستفادة من مخرجات البرنامج

*    العبء الاداري الاضافي لمتابعة برنامج الابتعاث

*    إبتعاث طلاب بعد مرحلة الثانوية فيه صعوبات منها:

  • عدم الحصول بعض المقبولين على فيزا
  • عدم تجاوز اللغة
  • الفشل الدراسي

هذة المعوقات قد تكون نتيجة لعدم شفافية آلية القبول او تقدم من يحظون بمكانة إجتماعية و نفوذ، مما يجعلهم أقل حماس للدراسة من غيرهم من الشباب الطامح الى بناء حياة كريمة. ويعتبر برنامج الملك عبدالله للأبتعاث الخارجي من البرامج التي حظت بسمعة ممتازة من حيث تكافئ الفرص و تحقيق العدالة الاجتماعية، و علية يمكن القول ان المبتعثين يمثلون مختلف أطياف المجتمع.

الطريقة الثانية:

                                       II.            أستقطاب خريجي برنامج الابتعاث بعد التخرج

  الإيجابيات:

*    تجاوز عبء متابعة المبتعثين خلال الدراسة

*    سرعة الإستقطاب و الإستفادة من الخريجين

*    إمكانية إستقطاب شباب و شابات من فئات مختلفة من المجتمع السعودي

*    التوظيف يكون حسب التخصصات المطلوبة

السلبيات:

*    عدم توفر خريجين في تخصصات دقيقة

* المنافسة مع القطاعات الاخرى على الخريجين المميزين

الطريقة الثالثة:

                                    III.            أستقطاب طلاب برنامج برنامج الملك عبدالله للابتعاث خلال مرحلة دراستهم (قبل التخرج)،

ويتم عن طريق تحويل إبتعاث الطلبة من وزارة التعليم العالي الى الجهات الحكومية الاخرى . الايجابيات هي:

*    يتم ضم الطلبة بعد تجاوزهم عدد ساعات معينة ( 30 ساعة)  و بمعدل عالي

*    يتم توجيه الطلاب الى تغيير تخصصاتهم العامة مثال ( Computer Science ) الى تخصصات فرعية دقيقة (Bioinformatics )

*    تقليل العبء الاداري لمتابعة المبتعثين

*    رفع معدل نجاح المنضمين لكل جهه حكومية كونهم تجاوزوا اللغة و تأقلموا مع أجواء الابتعاث

*    خلال فترة الابتعاث و قبل التخرج يعتبر الانضمام الى اي جهة حكومية بمثابة الانجاز من ناحية الطالب (حصول على وظيفة قبل التخرج)

*    الدخل الاضافي و إحتساب الفترة المتبقية من الدراسة ضمن الخدمة عامل جذب كبير

*    لذا يمكن إستقطاب كفاءات عالية قد يصعب توظيفهم بعد التخرج جراء المنافسة القوية من القطاعات الاخرى

*    يمكن تحديد التخصصات التي يجب يدرسها الطالب كشرط للقبول (و تحويل البعثة)

*    متابعة المبتعث و توجيهه خلال الفترة المتبقية من الابتعاث

*   الاستفادة من المبتعث خلال الفترة المتبقية من الابتعاث

*    سرعة الاستفادة من المبتعثين مقارنة بالطريقة الاولى

* هذة الطريقة بدأت بعض الجامعات السعودية و عدد محدود من المستشفيات في تطبيقها مع مبتعثي برنامج  الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي.

من خلال إستقطاب الطلبة المبتعثين و تحويل إبتعاثهم الى الجهات الحكومية و توجيههم الى تخصصات دقيقة و غير متوفرة في الجامعات السعودية، يتم تحقيق هدفين مهمين الاول الحصول على كفاءات عالية للعمل في القطاع الحكومي كما تم التطرق الية آنفاً و  الثاني هو تحقيق مردود عالي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين عن طريق توفير كفاءات سعودية في تخصصات يصعب توجة الطلاب للدراسة بها من غير تحفيز ورعاية من جهة العمل.

المكاسب الاستراتيجية للأجهزة الحكومية من الأبتعاث

  •  ضبط التوازن بين قدرات الاجهزة الحكومية و النمو السريع للمجتمع السعودي.

 بزيادة حصة الاجهزة الحكومية من المبتعثين تتجدد و تنمو الموارد البشرية لهذة الاجهزة بطريقة متوازية مع القطاعات الاخرى و مع المجتمع ككل.

  •  رفع كفاءة الاجهزة الحكومية في التعاطي مع تحديات المرحلة

داخليا تحتاج الاجهزة الحكومية الى زيادة كمية و نوعية في الموظفين لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها و لمواكبة التحول السريع نحو الحكومة الإلكترونية و ما يتبع هذا التحول من تحديات أمنية و فنية  للأنظمة  والمعلومات. كما يعتبر وجود المبتعثين في مختلف دول العالم فرصة ذهبية للأجهزة الحكومية ذات العلاقة للأستفادة من تجربة المبتعثين في تعزيز قدراتها بتدريبهم لدي الشركات و المؤسسات الدولية التي تربطها بالمملكة مصالح و إتفاقيات.

  • إضافة نوعية لكادر الاجهزة الاحكومية – الجديدة و المرتبطة بفئة الشباب

جهات حكومية استحدثت مؤخراً مثل وزارة الاسكان و مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجدّدة  بحاجة لكوادر مدربة و قادرة على العطاء لمدة طويلة، و هناك بالطبع جهات بحاجة مساسة لتغيير جذري في طواقمها بتوظيف شباب مطلع و قادر على دفع عجلة التغيير لكي تتواصل بفعالية مع الغالبية الشابة في المجتمع مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب،.